فصل: النَّوع السَّابع والأرْبَعُون: مَنْ لم يَرْو عنهُ إلاَّ واحدٌ

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تدريب الرَّاوي في شَرْح تَقْريب النَّواوى ***


النَّوع السَّابع والأرْبَعُون‏:‏ مَنْ لم يَرْو عنهُ إلاَّ واحدٌ

لمُسْلم فيه كِتَاب‏,‏ مِثَالُه‏:‏ وَهْبُ بن خَنْبَش‏.‏

النَّوع السَّابع والأرْبَعُون ‏:‏ معرفةُ الوحدان وهو من لم يرو عنه إلاَّ واحد‏.‏

ومن فوائده‏:‏ مَعْرفة المَجْهُول إذا لم يكن صَحَابيًا‏,‏ فلا يُقبل كما تقدَّم في النَّوع السَّابع والعشرين‏.‏

لمُسْلم فيه كتاب‏,‏ مثاله في الصَّحَابة‏:‏ وهب بن خَنْبش بفتح المعجمة والموحدة‏,‏ بينهما نونٌ سَاكنة‏,‏ الطَّائي الكُوفي‏.‏

قال ابن الصَّلاح‏:‏ وسمَّاه الحاكم وأبو نُعيم‏:‏ هرمًا‏,‏ وذلك خطأ‏,‏ وكذا وقع عند ابن ماجه‏.‏

قال المِزِّي‏:‏ ومن قال وهب أكثر وأحفظ‏.‏

وعَامرُ بن شَهْر‏,‏ وعُروةُ بن مُضَرِّس‏,‏ ومُحمَّد بن صَفْوان‏,‏ ومُحمَّد بن صَيْفي‏,‏ صَحَابيُّون لم يرو عنهُم غير الشَّعبي‏,‏ وانفردَ قَيْس بن أبي حازم بالرِّواية عن أبيه‏,‏ ودُكَين‏,‏ والصُّنَابح بن الأعْسَر‏,‏ ومِرْدَاس من الصَّحَابة‏.‏

وعامر بن شهر‏,‏ وعُروة بن مُضرِّس‏,‏ ومُحمَّد بن صفوان الأنصاري ومُحمَّد بن صيفي الأنصاري‏,‏ وليس بالذي قبله على الصَّحيح‏,‏ هؤلاء صَحَابيون لم يرو عنهم غير الشَّعبي‏.‏

قال العِرَاقي‏:‏ ما ذكره في عامر قاله مسلم وغيره‏,‏ وفيه نظر‏,‏ فإنَّ ابن عبَّاس روى عنه قِصَّة رواها سيف بن عُمر في الرِّدة‏,‏ قال‏:‏ حدَّثنا طلحة الأعلم‏,‏ عن عِكْرمة عن ابن عبَّاس قال‏:‏ أوَّل من اعترض على الأسود العَنْسي وكابره عامر بن شهر الهمداني‏,‏ إلى آخر كلامه‏.‏

وما قالهُ في عُروة‏,‏ قاله أيضًا ابن المَدِيني والحاكم‏,‏ وليس كذلك‏,‏ فقد روى عنه أيضًا ابن عمِّه حُميد الطَّائي‏,‏ ذكره المِزِّي في «التهذيب»‏.‏

وانفرد قَيْس بن أبي حازم بالرِّواية عن أبيه‏,‏ و عن دُكين بالكاف مُصغرًا ابن سعيد ويقال‏:‏ سعد الخثعمي‏,‏ ويقال‏:‏ المُزَني و عن الصنابح بن الأعسر‏,‏ ومرداس بن مالك الأسلمي من الصَّحَابة‏.‏

قال العِرَاقي‏:‏ لم يَنْفرد عن الصُّنَابح‏,‏ بل روى عنه أيضًا الحارث بن وَهْب‏,‏ ذكره الطَّبراني‏.‏

قُلتُ‏:‏ لكن قال شيخ الإسلام‏:‏ إنَّه وهمٌ‏,‏ والصَّواب أنَّ الَّذي روى عنه الحارث الصُّنَابحي التَّابعي‏,‏ وسيأتي‏.‏

وقال المِزِّي‏:‏ روى عن مِرْداس أيضًا زياد بن عِلاقة‏.‏

قال العِرَاقي‏:‏ والصَّواب خلافهُ‏,‏ فإنَّما روى زياد عن مِرْداس بن عُروة صَحَابي آخر‏.‏

ومِمَّن لم يرو عنهُ من الصَّحَابة إلاَّ ابنه‏:‏ المُسيبُ والدُ سَعيدٍ‏,‏ ومُعاويةُ والدُ حكيم‏,‏ وقُرَّة بن إياس والد مُعَاوية‏,‏ وأبو لَيْلَى والد عبد الرَّحمن‏,‏ قال الحاكم‏:‏ لم يُخْرجا في «الصَّحيحين» عن أحَدٍ من هَذَا القَبِيل‏,‏ وغَلَّطُوه بإخراجهما حديث المُسيب أبي سعيد في وفَاةِ أبي طَالب‏,‏ وبإخْراج البُخَاري حديث الحَسَن عن عَمرو بن تَغْلب‏,‏ وقَيْس عن مِرْداس‏.‏

ومِمَّن لم يرو عنه من الصَّحَابة إلاَّ ابنه المُسيب بن حَزْن القُرشي والد سعيد‏,‏ ومعاوية بن حَيْدة والد حكيم‏.‏

قال العِرَاقي‏:‏ بل روى عن مُعاوية أيضًا عُروة بن رُوَيم اللخمي‏,‏ وحُميد المزني‏,‏ ذكرهما المِزِّي‏.‏

وقُرَّة بن إياس والد معاوية‏.‏

وأبو ليلى الأنصاري والد عبد الرَّحمن وإن كان عدي بن ثابت أيضًا روى عنه‏,‏ فلم يُدْركه كما قاله المِزِّي‏.‏

قال أبو عبد الله الحاكم في «المدخل»‏:‏ لم يخرجا أي‏:‏ الشَّيخان في «الصَّحيحين» عن أحد من هذا القَبِيل من الصَّحَابة‏.‏

وتبعهُ على ذلك البَيْهقي‏,‏ فقال في «سننه» عند ذكر بَهْز بن حَكيم عن أبيه عن جدِّه‏:‏ «ومن كتمها فإنَّا آخذُوها وشطر ماله‏.‏‏.‏‏.‏» الحديث ما نصه‏:‏ فأمَّا البُخَاري ومسلم فإنَّهما لم يُخرجاهُ جريا على عادتهما‏,‏ في أنَّ الصَّحابي‏,‏ أو التَّابعي إذا لم يَكُن له إلاَّ راو واحد لم يُخرجَا حديثه في «الصَّحيحين»‏.‏

وغلَّطُوه في ذلك ونُقض بإخراجهما حديث المسيب أبي سعيد في وفاة أبي طالب مع أنَّه لا راوي له غير ابنه‏.‏

وبإخراج البُخَاري حديث الحسن البصري عن عَمرو بن تَغْلب مرفوعًا‏:‏ «إنَّي لأُعطي الرَّجُل والَّذي أدع أحب إليَّ‏.‏‏.‏‏.‏» ولم يرو عنه غير الحسن‏,‏ كما قاله مسلم في «الوحدان» وغيره‏,‏ وإن قال ابن عبد البر وابن أبي حاتم‏:‏ روى عنه الحكم بن الأعرج‏.‏ فقد قال العِرَاقي‏:‏ لم أر لهُ رواية عنه في شيء من طُرقِ الحديث‏.‏

و بإخراجه أيضًا حديث قيس بن أبي حازم عن مَرْداس الأسْلمي‏:‏ «يَذْهب الصَّالحُون الأوَّل فالأوَّل‏.‏‏.‏‏.‏» ولا راوي له غير قيس كما تقدَّم تحريره‏.‏

وبإخْرَاج مُسْلم حديث عبد الله بن الصَّامت عن رَافع بن عَمرو‏,‏ ونَظَائره في «الصَّحيحين» كثيرة‏,‏ وقد تَقدَّم في النَّوعُ الثَّالث والعِشْرين‏,‏ وفي التَّابعين‏:‏ أبو العُشَراء لَمْ يرو عنهُ غير حمَّاد بن سَلَمة‏,‏ وتفرَّد الزُّهْري عن نَيِّف وعِشْرين من التَّابعين‏.‏

وبإخراج مُسْلم حديث عبد الله بن الصَّامت عن رافع بن عَمرو الغِفَاري‏,‏ ولا راوي له غيره‏.‏

وقال العِرَاقي‏:‏ بل روى عنه ابنه عِمْران‏,‏ كما قال المِزِّي وأبو جسر مولى أخيه‏,‏ كما في «جامع» التِّرمذي‏.‏

ونظائره في «الصَّحيحين» كثيرة قال ابن الصَّلاح‏:‏ كإخراجه حديث أبي رِفَاعة العَدِوي‏,‏ ولم يرو عنه غير حُميد بن هِلال العَدوي‏.‏

وحديث الأغر المُزَني‏,‏ ولم يرو عنه غير أبي بُرْدة‏.‏

وقال العِرَاقي‏:‏ بل روى عن أبي رِفَاعة أيضًا صِلة بن أشيم العدوي‏,‏ وعن الأغر عبد الله بن عَمرو‏,‏ ومعاوية بن قُرَّة‏.‏

وقد تقدَّم في النَّوع الثَّالث والعشرين شيء من هذا النَّوع‏.‏

و مثاله في التَّابعين‏:‏ أبو العُشَراء الدَّرامي لم يرو عنه غير حمَّاد بن سلمة‏.‏

قال العِرَاقي‏:‏ بل روى عنه يزيد بن أبي زياد‏,‏ وعبد الله بن محرر‏,‏ كلاهما روى عنه حديث الزَّكاة‏,‏ متابعين لحماد بن سلمة‏.‏

وتفرد الزُّهْري عن نيف وعِشْرين من التَّابعين لم يرو عنهم غيره‏,‏ منهم فيما ذكره الحاكم محمَّد بن أبي سُفْيان بن حارثة الثَّقفي‏,‏ وعَمرو بن أبي سُفْيان بن العلاء الثَّقفي‏.‏

وعَمرو بن دِينَار عن جَمَاعة‏,‏ وكذا يَحْيَى بن سعيد الأنْصَاري‏,‏ وأبو إسْحَاق السَّبيعي‏,‏ وهِشَام بن عُرْوة‏,‏ ومَالك‏,‏ وغيرهم رَضِي الله عنهم‏.‏

و تفرد عَمرو بن دينار عن جَمَاعة‏,‏ وكذا يَحْيَى بن سعيد الأنصاري‏,‏ وأبو إسْحَاق السَّبيعي‏,‏ وهِشَام بن عُروة‏,‏ ومالك وغيرهم تفرَّد كل منهم بالرِّواية عن جَمَاعة لم يرو عنهم غيره‏.‏

قال الحاكم‏:‏ والَّذين تفرَّد عنهم مالك نحو عشرة من شُيوخ المدينة‏,‏ منهم المِسْور بن رِفَاعة القُرَظي‏.‏

قال‏:‏ وتفرَّد سُفْيان عن بِضْعة عشر شيخًا‏,‏ منهم عبد الله بن شدَّاد اللَّيثي‏,‏ وتفرَّد شُعْبة عن نحو ثلاثين شيخًا‏,‏ منهم المُفضَّل بن فَضَالة‏.‏

النَّوع الثَّامن والأرْبَعُون‏:‏ مَعْرفة من ذُكِرَ بأسْمَاء أو صِفَات مُخْتلفة

هُو فُنٌّ عَويصٌ تمسُّ الحَاجة إليهِ‏,‏ لمَعْرفة التَّدْليس‏,‏ وصنَّف فيه عبد الغَني بن سعيد وغيرُه‏.‏

النَّوع الثَّامن والأرْبَعُون‏:‏ معرفة من ذُكر بأسماء أو صفات مُختلفة من كُنَى‏,‏ أو ألْقَاب‏,‏ أو أنْسَاب‏,‏ إمَّا من جَمَاعة من الرُّواة عنه‏,‏ يعرفه كل واحد بغير ما عرفه الآخر‏,‏ أو من راو واحد عنه‏,‏ يعرفه مرَّة بهذا‏,‏ ومرَّة بذاك‏,‏ فيلتبس على من لا معرفة عنده‏,‏ بل على كثير من أهل المعرفة والحفظ‏.‏

و هو فنٌّ عويص بمُهملة أوَّله وآخره‏,‏ أي‏:‏ صعب تمسُّ الحاجة إليه‏,‏ لمعرفة التدليس‏.‏

وصنَّف فيه الحافظ عبد الغني بن سعيد الأزدي كتابًا نافعًا سمَّاه «إيضاح الإشكال» وقفتُ عليه‏,‏ وسَأُلخص هُنا منهُ أمثلة و صنَّف غيره أيضًا كالخطيب‏.‏

مِثَالهُ‏:‏ مُحمَّد بن السَّائب الكَلْبي المُفَسِّر‏,‏ وهُو أبو النَّضْر المَرْوي عنهُ حديث تَميمٍ الدَّاري وعَدي‏,‏ وهو حمَّاد بن السَّائب رَاوي‏:‏ «ذَكَاةُ كُل مَسْكٍ دِبَاغه»‏.‏ وهُو أبو سَعِيد الَّذي يَرْوي عَنهُ عَطيَّةُ التَّفْسير‏.‏

مثالهُ‏:‏ محمَّد بن السَّائب الكَلْبي المُفسِّر العَلاَّمة في الأنساب‏,‏ أحد الضعفاء وهو أبو النَّضر المَرْوي عنه حديث تميم الدَّاري وعَدي بن بَدَّاء‏,‏ في قِصَّتهما النازل فيها‏:‏ ‏{‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ‏}‏ ‏[‏المائدة‏:‏ 106‏]‏ الآية‏,‏ رواها عنه عن باذان عن ابن عبَّاس‏,‏ ابن إسْحَاق‏,‏ وهي كنيته‏.‏

وهو حمَّاد بن السَّائب راوي حديث‏:‏ «ذَكَاة كل مَسْك بفتح الميم‏,‏ أي‏:‏ جِلْد دباغه» رواه عنه ابن إسْحَاق‏,‏ عن عبد الله بن الحارث‏,‏ عن ابن عبَّاس‏,‏ أبو أُسَامة حمَّاد بن أُسَامة‏,‏ وسمَّاه حمَّادا‏,‏ أخذا من مُحمَّد‏,‏ وقد غلط فيه حمزة بن مُحمَّد الكِنَاني الحافظ والنَّسائي‏.‏

وهو أبو سعيد الَّذي روى عنه عطية العَوْفي التَّفسير وكنَّاهُ بذلك ليُوهم النَّاس أنَّه إنَّما يروي عن أبي سعيد الخُدْري‏.‏

وهو أبو هِشَام الَّذي روى عنه القاسم بن الوليد الهمداني‏,‏ عن أبي صالح‏,‏ عن ابن عبَّاس حديث‏:‏ لما نزلت‏:‏ ‏{‏قُلْ هُوَ القَادِرُ‏}‏ ‏[‏الأنعام‏:‏ 65‏]‏ الحديث‏.‏ كنَّاه بابنه هِشَام‏.‏

وهو مُحمَّد بن السائب بن بشر‏,‏ الَّذي روى عنه ابن إسْحَاق أيضًا‏.‏

ومثلُهُ سَالم الرَّاوي عن أبي هُرَيرة وأبي سَعِيد وعَائشة‏,‏ وهو سالم أبو عبد الله المَدَني‏,‏ وسَالم مَوْلَى مالك بن أوْس‏,‏ وسَالم مَوْلى شَدَّاد بن الهَادِ‏,‏ وسَالم مَوْلى النَّصْريين‏,‏ وسَالم مَوْلى المَهْري‏,‏ وسَالم سَبْلان‏,‏ وسَالم أبو عبد الله الدَّوْسي‏,‏ وسَالم مَوْلى دَوْس‏,‏ وأبو عبد الله مَوْلَى شَدَّاد‏.‏

ومثلهُ سالم الرَّاوي عن أبي هُرَيرة وأبي سعيد الخُدْري وعائشة وسعد بن أبي وقَّاص وعُثمان بن عفَّان رضي الله تعالى عنهم‏.‏

وهو سالم أبو عبد الله المدني‏.‏

و هو سالم مولى مالك بن أوس بن الحَدَثان النَّصري‏.‏

و هو سالم مولى شَدَّاد بن الهَاد النَّصري‏,‏ الَّذي روى عنهُ أبو سَلَمة بن عبد الرَّحمن ونُعيم المُجْمر‏.‏

و هو سالم مولى النَّصريين بالمهملة والنُّون‏,‏ الذي روى عنه عمران بن بشير‏.‏

و هو سالم مولى المَهْري الَّذي روى عنه عبد الله بن يزيد الهُذَلي‏.‏

و هو سالم سَبْلان بفتح المهملة والموحدة‏,‏ الَّذي روى عنه عمران بن بشير‏.‏

و هو سالم أبو عبد الله الدَّوسي الَّذي روى عنه يحيى بن أبي كثير‏.‏

و هو سالم مولى دوس الَّذي روى عنه يحيى أيضًا‏.‏

و هو أبو عبد الله مولى شدَّاد الَّذي روى عنه محمَّد بن عبد الرَّحمن‏,‏ وأبو الأسود‏.‏

وهو عبد الله الَّذي روى عنه بُكَير بن الأشج‏.‏

ومثلهُ محمَّد بن أبي قَيْس الشَّامي المَصْلُوب في الزَّنْدقة‏,‏ وكان يضع الحديث قال ابن الجَوْزي‏:‏ دُلِّس اسمه على خمسين وجهًا‏.‏

وقال عبد الله بن أحمد بن سَوَادة‏:‏ قلبُوا اسمه على مئة اسم وزيادة‏,‏ قد جمعتها في كتاب‏.‏ انتهى‏.‏

فقيل فيه‏:‏ محمَّد بن سعيد‏,‏ وقيلَ‏:‏ محمَّد مولى بني هاشم‏,‏ وقيلَ‏:‏ محمَّد بن أبي قيس‏,‏ وقيلَ‏:‏ مُحمَّد بن الطبري‏,‏ وقيلَ‏:‏ مُحمَّد بن حسَّان‏,‏ وقيلَ‏:‏ أبو عبد الرَّحمن الشَّامي‏,‏ وقيلَ‏:‏ مُحمَّد الأردني‏,‏ وقيلَ‏:‏ مُحمَّد بن سعيد بن حسَّان بن قيس‏,‏ وقيلَ‏:‏ مُحمَّد بن سعيد الأسدي‏,‏ وقيلَ‏:‏ أبو عبد الله الأسدي‏,‏ وقيلَ‏:‏ مُحمَّد بن أبي حسَّان‏,‏ وقيلَ‏:‏ مُحمَّد بن أبي سهل‏,‏ وقيلَ‏:‏ مُحمَّد الشَّامي‏,‏ وقيلَ‏:‏ مُحمَّد بن أبي زينب‏,‏ وقيلَ‏:‏ مُحمَّد بن أبي زكريا‏,‏ وقيلَ‏:‏ مُحمَّد بن أبي الحسن‏,‏ وقيلَ‏:‏ مُحمَّد بن أبي سعيد‏,‏ وقيلَ‏:‏ أبو قيس الدِّمشقي‏,‏ وقيلَ‏:‏ عبد الرَّحمن‏,‏ وقيلَ‏:‏ عبد الكريم على معنى التعبد لله‏,‏ وقيلَ غير ذلك‏.‏

وزعم العُقَيلي أنَّه عبد الرَّحمن بن أبي شميلة‏,‏ ووهَّموه‏.‏

واسْتَعملَ الخَطِيب كثيرًا مِنْ هَذَا في شُيُوخه‏.‏

واستعمل الخَطِيب كثيرا من هذا في شُيوخه فيروي في كتبه عن أبي القاسم الأزهري‏,‏ وعن عُبيد الله بن أبي الفتح الفارسي‏,‏ وعن عُبيد الله بن أحمد بن عُثْمان الصَّيرفي‏,‏ والكل واحد‏.‏

وتبعَ الخَطِيب في ذلك المُحدِّثون خُصوصًا المُتأخِّرين‏,‏ وآخرهم شيخ الإسلام أبو الفضل بن حَجَر‏,‏ نعم لم أر العِرَاقي في أماليه يصنع شيئا من ذلك‏.‏

النَّوع التَّاسع والأرْبَعُون‏:‏ مَعْرفَة المُفْرداتِ

هُو فَنٌّ حَسنٌ يُوجدُ في أوَاخِرَ الأبْوابِ‏,‏ وأُفرِدَ بالتَّصْنيف‏,‏ وهُو أقْسَام‏:‏

الأوَّل‏:‏ في الأسْمَاء‏,‏ فمن الصَّحَابة‏:‏ أجْمَدُ – بالجيم- بنُ عُجْيَان‏,‏ كسُفيان‏,‏ وقيلَ‏:‏ كعُليان‏.‏

النَّوع التاسع والأرْبَعُون‏:‏ معرفة المفردات من الأسماء والكنى والألقاب‏,‏ في الصَّحَابة والرُّواة والعُلماء‏.‏

وهو فنٌّ حسن يُوجد في أواخر الأبواب من الكتب المُصنَّفة في الرِّجَال‏,‏ بعد أن يذكروا الأسماء المُشتركة‏.‏

وأُفرد بالتصنيف أفردهُ البَرْديجي‏,‏ واستدركَ عليه أبو عبد الله بن بُكَير مواضع ليست بمفاريد‏,‏ وأخر ألقابًا لا أسماء‏,‏ كالأجلح‏.‏

وهو أقسام ‏:‏

الأوَّل‏:‏ في الأسماء‏,‏ فمن الصَّحَابة‏:‏ أجمد بالجيم وضبطه القاضي أبو بكر بن العربي بالحاء المهملة‏,‏ فوهم ابنُ عُجيان بضم المُهْملة وسُكون الجيم وتحتية كسُفيان وقيلَ‏:‏ بالضم والفتح والتَّشديد وقيلَ‏:‏ كَعُليان همداني شهد فتح مصر‏,‏ قال ابن يُونس‏:‏ لا أعلم له رواية‏.‏

جُبَيب‏,‏ بضم الجيم‏,‏ سَنْدر‏,‏ شَكَل‏,‏ بفتحهما‏,‏ صُدى أبو أُمَامة‏,‏ صُنَابح بن الأعْسَر‏.‏

جُبيب بن الحارث بضم الجيم وموحدتين‏,‏ وغلط ابن شاهين فجعله بالخاء المُعجمة‏,‏ وغلط بعضهم فجعله بالرَّاء آخره‏.‏

سَنْدر بفتح المُهملتين‏,‏ بينهما نُون ساكنة‏,‏ الخَصي‏,‏ مولى زنباع الجُذَامي‏,‏ نزل مصر‏,‏ ويُكنى أبا الأسْود‏,‏ وأبا عبد الله باسم ابنه‏,‏ وظنَّ بعضهم أنهما اثنان‏.‏

فاعْتُرض على ابن الصَّلاح في دعوى أنَّه فرد‏,‏ وليس كذلك كما قال العِرَاقي‏.‏

شَكَل بفتحهما ابن حُميد العَبْسي من رهط حُذيفة‏,‏ نزل الكُوفة‏,‏ روى حديثه أصحاب «السنن»‏.‏

صُدى بالضم والفتح والتشديد‏,‏ ابن عجلان أبو أُمَامة البَاهلي‏.‏

صُنابح بالضم‏,‏ آخره مُهملة ابن الأعْسَر البَجَلي الأحمسي‏.‏

قال العِرَاقي‏:‏ وقد اعتُرض بأنَّ أبا نُعيم ذكر في الصَّحَابة آخر اسمه صُنابح‏.‏

والجَوَاب أنَّه بعد أن ذكره قال‏:‏ هو عندي المُتقدِّم‏.‏

تنبيه‏:‏

قال ابن عبد البر‏:‏ ليسَ الصُّنابح هو الصُّنابحي الَّذي روى عن أبي بكر‏,‏ لأنَّ هذا اسم‏,‏ وذاك نسب‏,‏ وهذا صحابي‏,‏ وذاك تابعي‏,‏ وهذا كوفي‏,‏ وذاك شامي‏.‏

وقال شيخ الإسلام‏:‏ في «الإصابة» قيل في كل منهما‏:‏ صُنابح وصُنابحي‏,‏ لكن الصَّواب في ابن الأعْسر‏:‏ صُنابح‏,‏ وفي الآخر‏:‏ صُنابحي‏,‏ ويظهر الفرق بينهما بالرُّواة عنهما‏,‏ فحيث جاءت الرِّواية عن قيس بن أبي حازم عنه‏,‏ فهو ابن الأعسر‏,‏ وهو الصحابي‏,‏ وحديثه موصول‏,‏ وحيث جاءت عن غير قيس عنه‏,‏ فهو الصُّنَابحي‏,‏ وهو التَّابعي‏,‏ وحديثه مُرسل‏.‏

قلت‏:‏ أضبط من هذا‏:‏ أنَّ الصُّنَابح لم يرو غير حديثين‏,‏ فيما ذكر ابن المَدِيني‏,‏ وزاد الطَّبراني ثالثًا من رِوَاية الحارث بن وهب‏,‏ وغلط فيه بأنَّه الصُّنابحي‏.‏

كَلَدة‏,‏ بفتحهما ابنُ حَنْبل‏,‏ وَابِصَةُ بن مَعْبد‏,‏ نُبَيْشة الخَيْر‏,‏ شَمْغُون أبو رَيْحَانة‏,‏ بالشِّين والغين المُعْجَمتين‏,‏ ويُقَال‏:‏ بالعين المُهْملة‏.‏

كلدة بفتحهما ابن حنبل بلفظ جد الإمام أحمد‏.‏

وابِصَة بكسر الموحدة ومهملة ابن معبد‏.‏

نُبيشة الخير بضم النُّون وفتح الموحدة وسكون التحتية ومعجمة‏.‏

قال العِرَاقي‏:‏ وليس فردًا‏,‏ ففي الصَّحَابة نُبيشة غير المذكور في حديث الحج‏.‏

ونُبيشة بن أبي سلمى‏,‏ رجل روى عنه رُشَيد أبو مَوْهب ذكره ابن أبي حاتم‏.‏

شَمْغُون بن يزيد القُرَظي أبو رَيْحانة بالشين والغين المُعجمتين‏,‏ ويُقال بالعين المُهْملة‏.‏

وبذلك جزمَ ابن الصَّلاح أولاً‏,‏ ثمَّ حكى الثَّاني بصيغة‏:‏ يقال‏,‏ وقال‏:‏ إن ابن يُونس صحَّحه‏.‏

وحكى فيه شيخ الإسلام قولاً ثالثًا‏:‏ أنَّه بالمُهملتين‏,‏ وأنَّه أزدي‏,‏ ويقال‏:‏ أنصاري‏,‏ ويقال‏:‏ قُرشي‏,‏ ويقال له‏:‏ أسْدِي بِسُكُون السِّين المُهملة‏.‏

قال شيخ الإسلام‏:‏ الأسد لُغة في الأزد‏,‏ والأنصار كلهم من الأزد‏,‏ ولعله حالف بعض قُريش‏,‏ فتجتمع الأقوال‏,‏ نزل الشَّام وله خمسة أحاديث‏.‏

هُبَيبٌ‏,‏ مُصَغَّر بالمُوَحَّدة المُكَرَّرة‏,‏ ابن مُغْفل‏,‏ بإسكان المُعجمة‏,‏ لُبَي باللام كأُبَي‏,‏ ابن لَبَا‏,‏ كعصا‏.‏

ومن غير الصَّحَابة‏:‏ أوْسَطُ بن عَمْرو‏,‏ تَدُوم بفتح المُثنَّاة من فوق‏,‏ وقيلَ‏:‏ من تحتٍ وبضمِّ الدَّال‏,‏ جَيْلانُ بِكَسْرِ الجيم‏,‏ أبو الجَلدِ بفتحها‏,‏ الدُّجَين بالجيم مُصغَّر‏.‏

هُبيب‏,‏ مصغر بالموحدة المُكررة‏,‏ ابن مُغْفِل بإسكان المعجمة وضم الميم وكسر الفاء‏,‏ الغِفَاري‏.‏

لُبَي باللام أوله مصغر كأُبي بن كعب‏,‏ وغلط ابن قانع فسماه أُبيا ابن لَبَا بالفتح والتخفيف كعصا من بني أسد‏.‏

ومن غير الصَّحَابة‏:‏ أوسط بن عَمرو البجلي تابعي‏.‏

تَدُوم‏,‏ بفتح المثناة من فوق‏,‏ وقيلَ‏:‏ من تحت وبضم الدَّال ابن صُبح الكَلاعي‏.‏

جيلان بكسر الجيم ابن فَرْوة‏.‏

أبو الجَلْد بفتحها الأخباري‏.‏

الدُّجَين بالجيم مُصغَّر ابن ثابت أبو الغُصْن‏.‏

قال ابن الصَّلاح‏:‏ قيل‏:‏ إنَّه جُحا المعروف‏.‏

والأصح أنَّه غيره‏,‏ وعلى الأوَّل مَشَى الشِّيرازي في «الألقاب» ورواه عن ابن مَعِين‏,‏ وأختار ما صحَّحه ابن حبان وابن عَدي‏,‏ وقد روى عنه ابن المُبَارك‏,‏ ووكيع‏,‏ ومسلم بن إبْرَاهيم‏,‏ وغيرهم‏,‏ وهؤلاء أعلم بالله من أن يرووا عن جُحَا‏.‏

وما ذُكر من أنَّه فرد‏,‏ قاله أيضًا البُخَاري وابن أبي حاتم وغيرهما‏,‏ وهو دُجين العُريني الَّذي حدَّث عنهُ ابن المُبَارك‏.‏

زِرِّ بنُ حُبَيش‏,‏ سُعَير بن الخِمْسِ‏,‏ وُرْدَان‏,‏ مُسْتمر بن الرَّيان‏,‏ عَزْوان‏,‏ بفتح المُهْملة وإسْكَان الزَّاي‏.‏

زر بن حُبيش التَّابعي الكبير‏.‏

قال العِرَاقي‏:‏ في عَدِّه في الأفراد نظر‏,‏ فإنَّهم غير واحد يُسمُّون هكذا‏,‏ منهم‏:‏

زِر بن عبد الله الفُقَيمي‏,‏ صحابي ذكرهُ أبو مُوسى المَدِيني‏,‏ وابن فَتْحُون‏,‏ والطَّبري‏.‏

وزر بن أربد بن قَيْس‏,‏ ابن أخي لَبِيد بن ربيعة‏.‏

وزر بن مُحمَّد التَّغْلبي‏,‏ شاعران ذكرهما ابن ماكولا‏.‏

قال العِرَاقي‏:‏ ولا يُردان على ابن الصَّلاح‏,‏ لأنَّه ترجم النَّوع للصحابة والرُّواة والعُلماء‏,‏ فخرَّجَ الشُّعراء الَّذين لا صُحْبة لهم‏,‏ فيرد عليه الأوَّل فقط‏.‏

سُعَير مُصغَّر بمُهملتين ابن الخِمْس بكسر المُعْجمة وسُكُون الميم ومُهملة

قال ابن الصَّلاح‏:‏ انفرد في اسمه واسم أبيه‏.‏

وقال العِرَاقي‏:‏ لم يَنْفرد في اسمه‏,‏ ففي الصَّحَابة‏:‏ سُعير بن عَدَّاء البَكَّائي‏,‏ ذكرهُ ابن فتحُون‏.‏

وسُعير بن سَوَادة العَامري ذكره ابن مَنْده وأبو نُعيم‏.‏

قلتُ‏:‏ وسُعَير بن خَفَّاف التَّميمي‏,‏ ذكره سيف في الفُتوح‏,‏ وأنَّهُ كان عاملاً للنَّبي صلى الله عليه وسلم على بُطُون تميم‏,‏ وأقرَّهُ أبو بكر‏,‏ اسْتدركه شيخ الإسلام في «الإصَابة»‏.‏

وُرْدان بالضم‏,‏ وهذا مزيد على ابن الصَّلاح‏.‏

مُستمر بصيغة الفاعل من استمر ابن الرَّيان تابعي رأى أنسًا‏.‏

قال العِرَاقي‏:‏ وليس فردًا‏,‏ فلهم المُستمر النَّاجي‏,‏ والد إبْرَاهيم‏,‏ روى له ابن ماجه حديثًا‏,‏ وكلاهما بصري‏.‏

عَزْوان‏,‏ بفتح المُهْملة وإسْكَان الزَّاي بن يزيد الرَّقَاشي‏,‏ وقد اعتُرض هذا بأمرين‏:‏

أحدهُمَا‏:‏ أنَّه لا يُعرف له رِوَاية‏,‏ وإنَّما روى عن أنس شيئا من قوله‏.‏

الثَّاني‏:‏ أنَّ لهم عزوان آخر لم يُنسب‏.‏

وأُجيب بأنَّ ابن ماكولا بعد أن ذكره قال‏:‏ لعلَّه الأوَّل‏.‏

نَوْف البِكَاليُّ‏,‏ بكسر المُوحَّدة وتخفيف الكاف‏,‏ وغلبَ على ألسنتهم الفَتْح والتَّشديد‏,‏ ضُرَيب بن نُقَير بن سُمَير‏,‏ مصغرات‏,‏ ونُقَير بالقاف‏,‏ وقيلَ‏:‏ بالفاء‏,‏ وقيلَ‏:‏ نفيل بالفَاء واللام‏,‏ هَمَذَانُ‏,‏ بريدُ عُمر بن الخَطَّاب رضي الله عنه بالمُعْجمة وفتح الميم‏,‏ كالبَلْدة‏,‏ وقيلَ‏:‏ بالمُهملة وإسْكَان الميم كالقَبِيلة‏.‏

نَوْف بالفتح والسُّكون ابن فَضَالة البِكَالي‏,‏ بكسر الموحدة وتخفيف الكاف‏,‏ وغلب على ألسنتهم الفتح والتَّشديد والصَّواب الأوَّل‏,‏ ونسبته إلى بني بِكَال ابن دعمي‏,‏ بطن من حِمْير‏,‏ وهو ابن امرأة كعب الأحبار‏,‏ وقيلَ ابن أخيه‏.‏

قال العِرَاقي‏:‏ وليسَ فردًا‏,‏ بل لهم نوف بن عبد الله‏,‏ رَوَى عن علي بن أبي طالب‏,‏ وعنهُ سالم بن أبي حَفْصة‏,‏ وفَرْقد السَّبخي‏,‏ وذكره ابن حبَّان في «الثقات»‏.‏

ضُريب بالمُعجمة والرَّاء بن نُقَير بن سُمير الثَّلاثة مُصغَّرات‏,‏ ونُقَير والده بالقاف‏,‏ وقيلَ‏:‏ بالفاء‏,‏ وقيلَ‏:‏ نفيل بالفاء واللام‏.‏

هَمَذان‏,‏ بريد عُمر بن الخَطَّاب رضي الله عنه، بالمعجمة وفتح الميم كالبَلْدة‏,‏ وقيلَ‏:‏ بالمهملة وإسكان الميم كالقبيلة‏.‏

القِسْمُ الثَّاني‏:‏ الكُنَى‏:‏ أبُو العُبَيدين‏,‏ بالتَّثنية والتَّصْغير‏,‏ اسمهُ مُعَاوية بن سَبْرَة‏,‏ أبو العُشَراء أُسَامةُ‏,‏ وقيلَ‏:‏ غيرُ ذلكَ‏,‏ أبو المُدِلَّة‏,‏ بكسر المُهْملة وفتح اللام المُشدَّدة‏,‏ لم يُعرف اسمهُ‏,‏ وانفردَ أبو نُعَيم بتسميته عُبيد الله بن عبد الله‏,‏ أبُو مُرَايةَ بالمُثنَّاة من تحت وضمِّ الميم وتخفيف الرَّاء‏,‏ اسمهُ عبد الله بن عَمْرو‏,‏ أبو مُعَيْد مُصغَّر‏,‏ حفصُ بن غَيْلان‏.‏

القسم الثَّاني‏:‏ الكُنَى‏:‏ أبو العُبَيدين‏,‏ بالتثنية والتَّصغير‏,‏ اسمه مُعَاوية بن سبرة من أصحاب ابن مَسْعُود‏,‏ له حديثان أو ثلاثة‏.‏

أبو العُشَراء الدَّارمي اسمه أسامة بن مالك بن قِهْطم‏,‏ بكسر القاف‏,‏ فيما ذكر ابن الصَّلاح في النَّوع الخامس والأربعين أنَّه الأشهر‏.‏

وقيلَ غير ذلك فقيل‏:‏ يَسَار بن بكر بن مَسْعُود‏,‏ وقيلَ‏:‏ عُطَارد بن بكر‏,‏ وقيلَ‏:‏ ابن برز‏,‏ براء ساكنة‏,‏ وقيلَ‏:‏ مفتوحة ثمَّ زاي‏.‏

أبو المُدلَّة‏,‏ بكسر المهملة وفتح اللام المُشدَّدة‏,‏ لم يعرف اسمه‏,‏ وانفرد أبو نعيم بتسميته عُبيد الله بن عبد الله كذا قالهُ ابن الصَّلاح أيضًا‏.‏

قال العِرَاقي‏:‏ وليس كذلك‏,‏ بل سمَّاه كذلك ابن حبَّان في «الثِّقات»‏.‏

وقال أبو أحمد الحاكم‏:‏ هو أخو سعيد بن يسار‏,‏ وأخطأ إنَّما ذاكَ أبو مُزرد‏,‏ وهو أيضًا فرد‏,‏ واسمهُ عبد الرَّحمن بن يَسَار‏.‏

قال ابن الصَّلاح في أبي المُدلة‏:‏ روى عنه الأعمش وابن عُيَينة وجماعة‏.‏

قال العِرَاقي‏:‏ وهو وهمٌ عَجِيب‏,‏ فلم يرو عنه واحد منهم أصلاً‏,‏ بل انفردَ عنهُ أبو مُجَاهد سعد الطَّائي‏,‏ كما صرَّح به ابن المَدِيني‏,‏ ولا أعلمُ في ذلك خلافًا بين أهل الحديث‏.‏

أبو مُراية‏,‏ بالمُثناة من تحت وضم الميم وتخفيف الرَّاء‏,‏ اسمه عبد الله بن عَمرو تابعي‏,‏ روى عنه قَتَادة‏.‏

أبو مُعَيْد مصغَّر مخفَّف الياء حفص بن غَيْلان الهمداني‏,‏ روى عن مكحول وغيره‏.‏

القِسْمُ الثَّالث‏:‏ الألقابُ‏:‏ سَفِينةُ مَوْلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، مِهْرَان‏,‏ وقيلَ غيرهُ‏,‏ مِنْدل‏,‏ بكسرِ الميم عن الخَطِيب وغيره‏,‏ ويقولونه بفتحها‏,‏ اسمهُ عَمرو‏,‏ سَحْنُون‏,‏ بضم السِّين وفتحها‏,‏ عبد السَّلام‏,‏ مُطَيَّن‏,‏ ومُشْكدَانه‏,‏ وآخَرُون‏.‏

القسم الثَّالث‏:‏ الألقاب‏:‏ سَفِينة‏,‏ مولى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم لقب فرد‏,‏ اسمه مِهْران بالكسر وقيلَ غيره وسيأتي في النَّوع الآتي‏,‏ وسبب تلقيبه أنَّه حمل متاعًا كثيرًا لرفقته في الغزو‏,‏ فقال له النَّبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ «أنتَ سَفينة»‏.‏

مِنْدل‏,‏ بكسر الميم عن الخَطِيب وغيره‏,‏ ويَقُولونه بفتحها‏.‏

قال الحافظ أبو الفضل ابن ناصر‏:‏ وهو الصَّواب‏,‏ نقلهُ العِرَاقي في نكته اسمه عَمرو بن علي‏.‏

سحنُون بضمِّ السِّين وفتحها‏,‏ عبد السَّلام بن سعيد التنوخي القيرواني‏,‏ صاحب «المدونة»‏.‏

مُطين مُصغَّر الحَضْرمي‏.‏

ومُشْكدانه بضم الميم وسُكُون المعجمة‏,‏ وفتح الكاف والمهملة بعد الألف نون وآخرُون‏.‏

ينبغي أن يُزاد في هذا قِسْمٌ رابع في الأنساب‏.‏

النَّوع الخَمْسُون‏:‏ في الأسْمَاء والكُنَى

صَنَّفَ فيهِ ابن المَدِيني‏,‏ ثمَّ مُسْلم‏,‏ ثمَّ النَّسَائي‏,‏ ثمَّ الحَاكم أبو أحمد‏,‏ ثمَّ ابن مَنْده وغيرهم‏.‏

والمُرَاد منهُ بَيَانُ أسْمَاء ذَوي الكُنَى‏,‏ ومُصَنِّفهُ يُبوِّب على حُروفِ الكُنَى‏.‏

النَّوع الخمسون‏:‏ في الأسماء والكنى‏.‏

أي‏:‏ مَعْرفة أسْمَاء من اشْتُهر بكنيته‏,‏ وكُنَى من اشتهر باسمهِ‏.‏

ويَنْبغي العِنَاية بذلك‏,‏ لئلا يُذكر مرَّة الرَّاوي باسمه‏,‏ ومرَّة بكنيته‏,‏ فيظنها من لا معرفة له رَجُلين‏,‏ وربَّما ذُكر بهما معا‏,‏ فيُتوهَّم رَجُلين‏,‏ كالحديث الَّذي رواه الحاكم من رِوَاية أبي يُوسف‏,‏ عن أبي حنيفة‏,‏ عن موسى بن أبي عائشة‏,‏ عن عبد الله بن شَدَّاد‏,‏ عن أبي الوليد‏,‏ عن جابر مرفوعًا‏:‏ «مَنْ صَلَّى خلفَ الإمام‏,‏ فإنَّ قِرَاءتهُ لهُ قِرَاءة»‏.‏

قال الحاكم‏:‏ عبد الله بن شدَّاد هو أبو الوليد‏,‏ بيَّنه ابن المَدِيني‏.‏

قال الحاكم‏:‏ ومن تَهَاون بمعرفة الأسَامي أورثهُ مثل هذا الوهم‏.‏

قال العِرَاقي‏:‏ وربَّما وقع عكس ذلك‏,‏ كحديث أبي أُسَامة عن حمَّاد بن السَّائب السَّابق‏,‏ أخرجه النَّسَائي وقال‏:‏ عن أبي أُسامة حمَّاد بن السَّائب‏,‏ وإنَّما هو عن حمَّاد‏,‏ فأسقط‏:‏ عن‏,‏ وخفي عليه أنَّ الصَّواب‏:‏ عن أبي أُسامة حمَّاد بن أُسَامة‏.‏

قال‏:‏ ولقد بَلَغني عن بعض من دَرَس في الحديث أنَّه أرادَ الكشف عن ترجمة أبي الزِّناد‏,‏ فلم يهتد إلى موضعه من كتب الأسْمَاء‏,‏ لعدم مَعْرفته باسمه‏.‏

قال المُصنِّف‏:‏ صنَّف فيه أي‏:‏ في هذا النَّوع جماعة‏,‏ منهم‏:‏ على ابن المَدِيني‏,‏ ثمَّ مسلم بن الحجَّاج ثمَّ النَّسَائي‏,‏ ثمَّ الحاكم أبو أحمد وهو غير أبي عبد الله صاحب «علوم الحديث» و«المستدرك» ثمَّ ابن منده‏,‏ وغيرهم كأبي بشر الدُّولابي‏.‏

قال العِرَاقي‏:‏ وكتاب أبي أحمد أجل تصانيف هذا النَّوع‏,‏ فإنَّه يذكر فيه من عرف اسمهُ ومن لم يعرف‏,‏ وكتاب مسلم والنَّسائي لم يذكر فيه إلاَّ من عرف اسمه‏.‏

والمراد منه بيان أسماء ذوي الكُنَى‏,‏ ومُصنَّفه يُبوِّب تصنيفه على حُروف المُعجم في الكُنَى ويذكر أسماء أصحابها‏,‏ فيذكر في حرف الهمزة أبا إسْحَاق وفي البَاء أبا بِشْر ونحوها‏.‏

وهو أقْسَامٌ‏:‏ الأوَّل‏:‏ من سُمِّيَ بالكُنْية لا اسْمَ لهُ غيرُهَا‏,‏ وهُو ضَرْبَان‏:‏ مَنْ لهُ كُنيةٌ‏,‏ كأبي بَكْر بن عبد الرَّحمن‏,‏ أحد الفُقَهاء السَّبْعة‏,‏ اسمهُ أبو بَكْر وكُنْيتهُ أبو عبد الرَّحمن‏,‏ ومِثْلهُ أبو بَكْر بن مُحمَّد بن عَمرو بن حَزْم‏,‏ كُنْيتهُ أبو مُحمَّد‏,‏ قال الخَطِيب‏:‏ لا نَظِير لَهُما‏,‏ وقيلَ‏:‏ لا كُنْية لابن حَزْم‏.‏

وهو أقْسَام تِسْعة‏,‏ ابتكرها ابن الصَّلاح‏:‏

الأوَّل‏:‏ من سُمِّي بالكُنية‏,‏ لا اسمَ لهُ غيرها‏,‏ وهو ضَرْبان‏:‏ من له كنية أُخرى زيادة على الاسم‏.‏

قال ابن الصَّلاح‏:‏ فصار كأنَّ لكنيته كنية‏,‏ قال‏:‏ وذلك ظريف عجيب‏.‏

كأبي بكر بن عبد الرَّحمن بن الحارث بن هِشَام المخزومي أحد الفُقهاء السَّبعة بالمدينة اسمهُ أبو بكر‏,‏ وكنيته أبو عبد الرَّحمن‏.‏

قال العِرَاقي‏:‏ وهذا قولٌ ضعيف‏,‏ ورواه البُخَاري في «التاريخ» عن سُمي مولى أبي بكر‏,‏ وفيه قولان آخران‏:‏

أحدهما‏:‏ أنَّ اسمهُ مُحمَّد‏,‏ وأبو بكر كنيته‏,‏ وبه جزم البُخَاري‏.‏

والثَّاني‏:‏ أنَّ اسمه كُنيته‏,‏ وهو الصَّحيح‏,‏ وبه جزم ابن أبي حاتم وابن حبَّان‏,‏ وقال المِزِّي‏:‏ إنَّه الصَّحيح‏.‏

ومثلهُ أبو بكر بن مُحمَّد بن عَمرو بن حزم الأنصاري كُنيته أبو مُحمَّد‏,‏ قال الخَطِيب‏:‏ لا نظير لهما في ذلك‏.‏

وقيلَ‏:‏ لا كُنية لابن حزم غير الكنية الَّتي هي اسمه‏.‏

الثَّاني‏:‏ مَنْ لا كُنْيةَ لهُ‏,‏ كأبي بِلال عن شَرِيكٍ‏,‏ وكأبي حَصَين بفتح الحَاء‏,‏ عن أبي حَاتم الرَّازي‏.‏

القِسْم الثَّاني‏:‏ من عُرفَ بِكُنيتهِ‏,‏ ولم يُعْرف ألَهُ اسْمٌ أم لا‏؟‏ كأبي أنَاسٍ‏,‏ بالنُّون‏,‏ صَحَابي‏,‏ وأبي مُوَيْهبة‏,‏ مولى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، وأبي شَيْبةَ الخُدْري‏,‏ وأبي الأبْيَض عن أنَسٍ‏,‏ وأبي بَكْر بن نَافع مَوْلى ابن عُمر‏,‏ وأبي النَّجِيب بالنُّون المَفْتوحة‏,‏ وقيلَ‏:‏ بالتَّاء المَضْمُومة‏,‏ وأبي حَرِيز‏,‏ بالحَاء والزَّاي‏,‏ المَوْقِفي‏,‏ والمَوقِف مَحلَّة بِمصْر‏.‏

الثَّاني من الضَّربين من لا كنية له غير الكُنية الَّتي هي اسمه كأبي بلال الأشْعري الرَّاوي عن شريك‏.‏

وكأبي حَصِين بفتح الحاء يحيى بن سليمان الرَّاوي عن أبي حاتم الرَّازي‏.‏

قال كل منهما‏:‏ اسمي وكنيتي واحد‏,‏ وكذا قال أبو بكر بن عيَّاش المقرئ‏,‏ ليس لي اسم غير أبي بكر‏.‏

القِسْم الثَّاني‏:‏ من عُرف بكنيته‏,‏ ولم يُعرف أله اسم ولكن لم نقف عليه أم لا اسم له أصلا كأبي أنَاسٍ‏,‏ بالنُّون صحابي كِنَاني‏,‏ ويقال‏:‏ ديلي‏.‏

وأبي مُويهبة مولى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

وأبي شيبة الخُدْري الَّذي مات في حصار القُسْطنطينية‏.‏

وأبي الأبيض التَّابعي الرَّاوي عن أنس بن مالك‏.‏

وقال العِرَاقي‏:‏ سمَّاه ابن أبي حاتم في الكُنَى‏,‏ وفي «الجرح والتعديل» في الأسماء‏:‏ عيسى‏,‏ لكن أعادهُ في آخره في الكُنَى الَّذين لا تُعرف أسماؤهم‏,‏ وقال‏:‏ سمعتُ أبي يقول‏:‏ سئل أبو زُرْعَة عن أبي الأبيض فقال‏:‏ لا نعرف اسمه‏.‏

قال ابن عساكر‏:‏ ولعلَّ ابن أبي حاتم وجدَ في بعض رواياته أبو الأبيض عبسي‏,‏ فتصحَّف عليه بعيسى‏.‏

وأبي بكر بن نَافع مَوْلَى ابن عُمر‏.‏

وأبي النَّجيب‏,‏ بالنُّون المفتوحة‏,‏ وقيلَ‏:‏ بالتاء الفوقية المضمومة‏.‏

قال ابن الصَّلاح‏:‏ مولى عبد الله بن عَمرو بن العاص‏.‏

وقال العِرَاقي‏:‏ بل مولى عبد الله بن سَعْد بن أبي سَرْح بلا خِلاف‏,‏ قال‏:‏ وقد جزم ابن ماكُولا بأنَّ اسمهُ ظُليم‏,‏ وحَكَاهُ قبلهُ ابن يُونس‏.‏

وأبي حَرِيز بالحاء المفتوحة والرَّاء المكسورة والزَّاي آخره المَوقِفي بفتح الميم وسُكون الواو وكسر‏,‏ القاف ثمَّ فاء والموقف محلَّة بمصر‏.‏

القِسْمُ الثَّالث‏:‏ من لُقِّب بكُنْيةٍ ولهُ غيرهَا اسمٌ وكُنْيةٌ‏,‏ كأبي تُرَاب عليِّ بن أبي طَالبِ أبي الحَسَن‏,‏ وأبي الزِّنَاد عبد الله بن ذَكْوان أبي عبد الرَّحمن‏,‏ وأبي الرِّجَال مُحمَّد بن عبد الرَّحمن أبي عبد الرَّحمن‏,‏ وأبي تُمَيلة يَحْيى بن وَاضِح‏,‏ وأبي الآذَان الحافظ عُمر بن إبْرَاهيم أبي بَكْر‏,‏ وأبي الشَّيْخ الحَافظ عبد الله بن مُحمَّد أبي مُحمَّد‏,‏ وأبي حَازم العَبْدُووِيِّ عُمر بن أحمد أبي حَفْص‏.‏

القسم الثَّالث‏:‏ من لُقِّب بكنية وله غيرها اسم وكنية‏,‏ كأبي تُراب علي بن أبي طالب اسما أبي الحسن كنية‏,‏ لقَّبه بذلك النَّبي صلى الله عليه وسلم حيث قال له‏:‏ «قُمْ أبا تُراب» وكان نائمًا عليه‏.‏

وأبي الزِّناد عبد الله بن ذكوان أبي عبد الرَّحمن‏.‏

وأبي الرِّجال مُحمَّد بن عبد الرَّحمن أبي عبد الرَّحمن لُقِّب بذلك لأنَّه كان له عشرة أولاد رجال‏.‏

وأبي تُميلة بضم الفوقية مُصغَّر يحيى بن واضح‏.‏

وأبي الآذان بالمد‏,‏ جمع أُذن الحافظ عُمر بن إبْرَاهيم أبي بكر لُقِّب به لأنَّه كان كبير الأُذنين‏.‏

وأبي الشَّيْخ الحافظ‏,‏ عبد الله بن مُحمَّد بن حيَّان الأصبهاني أبي مُحمَّد‏.‏

وأبي حازم العبدُووي بضم الدال‏,‏ نسبة إلى عبدويه جده عُمر بن أحمد أبي حفص‏.‏

الرَّابع‏:‏ من لَهُ كُنْيتان أو أكْثرُ‏,‏ كابن جُرَيج أبي الوَليد وأبي خَالد‏,‏ ومنصُور الفرَاوي أبي بَكْر وأبي الفَتْح وأبي القَاسم‏.‏

الخَّامسُ‏:‏ من اخْتُلفَ في كُنيته‏,‏ كأُسَامة بن زَيْد أبي زَيْد‏,‏ وقيلَ‏:‏ أبو مُحمَّد‏,‏ وقيلَ‏:‏ أبو عبد الله‏,‏ وقيلَ‏:‏ أبو خَارجة‏,‏ وخلائق لا يُحْصونَ‏,‏ وبعضهم كالَّذي قبله‏.‏

السَّادسُ‏:‏ من عُرفت كُنيتهُ واخْتُلفَ في اسْمهِ‏,‏ كأبي بُصْرة الغِفَاريِّ‏,‏ حُمَيلٌ بضمِّ الحَاء المُهْملة على الأصح‏,‏ وقيلَ‏:‏ بجيم مَفْتُوحة‏,‏ وأبي جُحَيفة وَهْب‏,‏ وقيلَ‏:‏ وَهْب الله‏,‏ وأبي هُرَيرة عبد الرَّحمن بن صَخْر‏,‏ على الأصح من ثَلاثينَ قولاً‏,‏ وهو أوَّل مَكْنىٌّ بهَا‏.‏

القسم الرَّابع‏:‏ من له كُنيتان أو أكثر‏,‏ كابن جُرَيج أبي الوليد وأبي خالد‏,‏ ومنصور الفَرَاوي شيخ ابن الصَّلاح أبي بكر وأبي الفتح وأبي القاسم وكان يُقال له ذو الكُنَى‏.‏

القسم الخامس‏:‏ من اخْتُلف في كُنيته دون اسمه‏,‏ وقد ألَّف فيه عبد الله بن عطاء الهروي مُؤلفًا‏.‏

كأُسامة بن زَيْد الحب أبي زَيْد وقيلَ‏:‏ أبو مُحمَّد‏,‏ وقيلَ أبو عبد الله‏,‏ وقيلَ‏:‏ أبو خَارجة‏.‏

وخَلائق لا يُحْصون كأُبي بن كَعْب أبو المُنْذر‏,‏ وقيلَ‏:‏ أبوالطُّفيل‏.‏

وبعضهم كالَّذي قبله عبارة ابن الصَّلاح‏,‏ وفي بعض من ذُكر في هذا القسم من هو في نفس الأمر مُلْتحقٌ بالَّذي قبله‏.‏

القِسْم السَّادس‏:‏ من عُرفت كُنيته‏,‏ واخْتُلفَ في اسمه‏,‏ كأبي بُصْرة الغِفَاري بلفظ البلد‏.‏

حُميل‏,‏ بضم الحاء المُهملة مُصغَّرًا على الأصح‏,‏ وقيلَ‏:‏ بجيم مفتوحة مُكبرًا‏.‏

وأبي جُحيفة وَهْب‏,‏ وقيلَ‏:‏ وَهْب الله‏.‏

وأبي هُرَيرة عبد الرَّحمن بن صَخْر‏,‏ على الأصح من ثلاثين قولاً في اسمه واسم أبيه‏,‏ وهذا قول ابن إسْحَاق‏,‏ وصحَّحه أبو أحمد الحاكم في «الكنى» والرَّافعي في «التهذيب» وآخرون‏.‏

ونقله المُصنِّف في «تهذيب الأسماء» عن البُخَاري والمُحقِّقين والأكثرين‏.‏

روى الحاكم في «المستدرك» من طريق ابن إسْحَاق قال‏:‏ حدَّثني بعض أصحابي‏,‏ عن أبي هُرَيرة قال‏:‏ كان اسمي في الجَاهلية عَبْد شَمْس بن صَخْر‏,‏ فسُميت في الإسْلام عبد الرَّحمن‏.‏

وقيلَ‏:‏ اسْمهُ عُمير بن عامر‏,‏ قاله‏:‏ هِشَام بن الكلبي‏,‏ وخليفة بن خيَّاط‏,‏ وصحَّحهُ الشَّرف الدِّمياطي أعلم المُتأخِّرين بالأنساب‏.‏

وقيلَ‏:‏ عبد الرَّحمن بن غنم‏,‏ وقيلَ‏:‏ عبد الله بن عائذ‏,‏ وقيلَ‏:‏ عبد الله بن عامر‏,‏ وقيلَ‏:‏ عبد الله بن عَمرو‏,‏ وقيلَ‏:‏ سُكين بن دومة‏,‏ وقيلَ‏:‏ سُكين بن هانئ‏,‏ وقيلَ‏:‏ سُكين بن مل‏,‏ وقيلَ‏:‏ سُكين بن صخر‏,‏ وقيلَ‏:‏ عامر بن عبد شمس‏,‏ وقيلَ‏:‏ عامر بن عُمير‏,‏ وقيلَ‏:‏ يزيد بن عشرقة‏,‏ وقيلَ‏:‏ عبد نهم‏,‏ وقيلَ‏:‏ عبد شمس‏,‏ وقيلَ‏:‏ غنم‏,‏ وقيلَ‏:‏ عُبيد بن غنم‏,‏ وقيلَ‏:‏ عَمرو بن غنم‏,‏ وقيلَ‏:‏ عَمرو بن عامر‏,‏ وقيلَ‏:‏ سعيد بن الحارث‏.‏

هذه عِشْرون قولاً اقتصر على حكايتها الحافظ جمال الدِّين المِزِّي‏.‏

وقال القُطب الحلبي‏:‏ اجتمع في اسمه واسم أبيه نحو أربعين قولاً مذكُورة بالسَّند في ترجمته في «تاريخ» ابن عَسَاكر‏.‏

وهو أوَّل مَكْنى بها روي عنه‏:‏ إنَّما كُنيت بأبي هُرَيرة‏,‏ لأنِّي وجدتُ أولاد هرة وحشية‏,‏ فحملتها في كُمِّي‏,‏ فقيل‏:‏ ما هذه‏؟‏ فقلتُ‏:‏ هِرَّة‏,‏ قيل‏:‏ فأنت أبو هُرَيرة‏.‏

وقيلَ‏:‏ وكان يُكنى قبلها أبا الأسود‏.‏

وقال ابن سَعْد في «الطبقات» حدَّثنا رُوح بن عُبَادة‏,‏ حدثنا أُسامة بن زيد‏,‏ عن عبد الله بن رافع‏,‏ قال‏:‏ قلتُ لأبي هُرَيرة لِمَ كَنُّوك أبا هُرَيرة‏؟‏ قال‏:‏ كانت لي هُرَيرة صغيرة‏,‏ فكنت إذا كان الليل وضعتها في شجرة‏,‏ فإذا أصبحت أخذتها‏,‏ فلعبتُ بها‏,‏ فكنُّوني أبا هُرَيرة‏.‏

وأبي بُرْدة بن أبي مُوسَى‏.‏ قال الجمهُور‏:‏ عامر‏,‏ وابن مَعِين‏:‏ الحَارث‏,‏ وأبي بَكْر بن عَيَّاش المقرئ فيه نَحْو أحَدَ عَشَرَ‏,‏ قيل‏:‏ أصَحُّها شُعْبة‏,‏ وقيلَ‏:‏ أصَحُّها اسمهُ كُنْيته‏.‏

السَّابع‏:‏ من اخْتُلف فيهما‏,‏ كسَفِينة مولَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، قيل‏:‏ عُمَير‏,‏ وقيلَ‏:‏ صَالح‏,‏ وقيلَ‏:‏ مِهْران أبو عبد الرَّحمن‏,‏ وقيلَ‏:‏ أبو البَخْتري‏.‏

وأبي بُرْدة بن أبي مُوسى الأشْعَري قال الجمهُور اسمهُ عَامر‏,‏ و قال يَحْيى ابن معين‏:‏ الحارث‏.‏

وأبي بَكْر بن عَيَّاش المُقرئ‏,‏ فيه نحو أحد عشر قولاً‏,‏ وقيلَ‏:‏ أصحها شُعْبة عِبَارةُ ابن الصَّلاح‏:‏ قال ابن عبد البر‏:‏ إن صحَّ له اسم فهو شُعْبة لا غير‏,‏ وهو الَّذي صحَّحه أبو زُرْعَة‏.‏

وقيلَ‏:‏ أصحها اسمهُ كُنيته قال ابن عبد البر‏:‏ وهذا أصح إن شاء الله تعالى‏,‏ لأنَّه رُوي عنه أنَّه قال‏:‏ مَا لي اسمٌ غير أبي بكر‏,‏ وصحَّحه المِزِّي‏.‏

وقيلَ‏:‏ اسمهُ مُحمَّد‏,‏ وقيلَ‏:‏ عبد الله‏,‏ وقيلَ‏:‏ سالم‏,‏ وقيلَ رُؤبة‏,‏ وقيلَ‏:‏ مُسلم‏,‏ وقيلَ‏:‏ خِدَاش‏,‏ وقيلَ‏:‏ حَمَّاد‏,‏ وقيلَ‏:‏ حبيب‏,‏ وقيلَ‏:‏ مُطرِّف‏.‏

السَّابع‏:‏ من اخْتُلف فيهما أي‏:‏ اسمه وكُنيته معا كسَفِينة مولى رَسُول صلى الله عليه وسلم قيل ‏:‏ اسمه عُمير‏,‏ وقيلَ‏:‏ صالح‏,‏ وقيلَ‏:‏ مهران وقيلَ‏:‏ بحران‏,‏ وقيلَ‏:‏ رومان‏,‏ وقيلَ‏:‏ قيس‏,‏ وقيلَ‏:‏ شَنْبَة‏,‏ بفتح المعجمة والموحدة بينها نون ساكنة‏,‏ وقيلَ‏:‏ سَنبة‏,‏ بالمهملة‏,‏ وقيلَ‏:‏ طهمان‏,‏ وقيلَ‏:‏ مروان‏,‏ وقيلَ‏:‏ ذكوان‏,‏ وقيلَ‏:‏ كيسان‏,‏ وقيلَ‏:‏ سُليمان‏,‏ وقيلَ‏:‏ أيمن‏,‏ وقيلَ‏:‏ أحمر‏,‏ وقيلَ‏:‏ أحمد‏,‏ وقيلَ‏:‏ رَبَاح‏,‏ وقيلَ‏:‏ مفلح‏,‏ وقيلَ‏:‏ مرقبة‏,‏ وقيلَ‏:‏ معقب‏,‏ وقيلَ‏:‏ عبس‏,‏ وقيلَ‏:‏ عيسى‏.‏

فهذه اثنان وعشرون قولاً‏,‏ حكاها شيخ الإسلام في «الإصابة» إلاَّ القول الثَّاني‏.‏

وكُنيتهُ أبو عبد الرَّحمن‏,‏ وقيلَ‏:‏ أبو البختري‏.‏

الثَّامن‏:‏ من عُرِفَ بالاثنين‏,‏ كآباء عبد الله أصْحَاب المَذَاهب‏:‏ سُفْيان الثَّوري‏,‏ ومَالك‏,‏ ومُحمَّد بن إدريس الشَّافعي‏,‏ وأحمد بن حَنْبل‏,‏ وغيرهم‏.‏

التَّاسع‏:‏ من اشْتُهر بهما مع العِلْمِ باسْمهِ‏,‏ كأبي إدْريس الخَوْلاني عائذ الله‏,‏ رَضي الله عنهم أجْمَعين‏.‏

القسم الثَّامن‏:‏ من عُرف بالاثنين ولم يُختلف في واحد منهما كآباء عبد الله أصْحَاب المَذَاهب‏:‏ سُفْيان الثَّوري‏,‏ ومالك‏,‏ ومحمَّد بن إدريس الشَّافعي وأحمد بن حنبل وكأبي حَنِيفة النُّعْمان بن ثابت وغيرهم مِمَّن لا يُحصى‏.‏

ومن الصَّحَابة‏:‏ الخُلفاء الأرْبَعة‏:‏ أبو بَكْر عبد الله‏,‏ وأبو حفص عمر‏,‏ وأبو عَمرو عُثمان‏,‏ وأبو الحسن علي‏.‏

القسم التَّاسع‏:‏ من اشتهرَ بها أي‏:‏ بكُنيته مع العلم باسمه‏,‏ كأبي إدريس الخولاني عائذ الله بالمعجمة ابن عبد الله‏,‏ وكأبي إسْحَاق السَّبيعي عَمرو‏,‏ وأبي الضُّحى مسلم‏.‏

قال ابن الصَّلاح‏:‏ ولابن عبد البر فيه تأليف مليح‏,‏ فيمن بعد الصَّحَابة منهم‏.‏

النَّوع الحادي والخَمْسُون‏:‏ مَعْرفةُ كنى المَعْرُوفين بالأسْمَاء

مِنْ شَأنهِ أنْ يُبَوَّب على الأسْمَاء‏,‏ فمن يُكْنَى بأبي مُحمَّد من الصَّحَابة رَضِي الله تعالَى عَنْهُم‏:‏ طَلْحة‏,‏ وعبد الرَّحمن بن عَوْف‏,‏ والحَسَن بن عليِّ‏,‏ وثَابت بن قَيْس‏,‏ وكَعْب بن عُجْرة‏,‏ والأشْعَث بن قَيْس‏,‏ وعبد الله بن جَعْفر‏,‏ وابن عَمرو‏,‏ وابن بُحَينة‏,‏ وغيرهم‏.‏

النَّوع الحادي والخَمْسُون معرفة كنى المعروفين بالأسماء‏.‏

قال ابن الصَّلاح‏:‏ وهذا من وجه ضد النَّوع الَّذي قبله‏.‏

ومن وجه آخر‏:‏ يصح أن يجعل قسمًا من أقْسَام ذلك‏,‏ من حيث كونه قسمًا من أقسام أصحاب الكُنى‏,‏ وألَّف فيه ابن حبَّان‏.‏ انتهى‏.‏

وعلى الاصطلاح الثَّاني مَشَى ابن جماعة في «المنهل الروي» فعدَّ أقسامه عشرة‏,‏ وتبعه العِرَاقي قال‏:‏ لأنَّ الَّذين صنَّفوا في الكنى جمعوا النَّوعين معا‏.‏

وعلى الأوَّل قال المُصنِّف كابن الصَّلاح‏:‏ من شأنه أن يُبوب على الأسماء ثمَّ يُبين كُنَاها بخلاف ذلك‏.‏

فممن يُكنى بأبي مُحمَّد من الصَّحَابة رضي الله تعالى عنهم‏:‏ طلحة بن عُبيد الله وعبد الرَّحمن بن عوف‏,‏ والحسن بن علي‏,‏ وثابت بن قيس بن الشماس‏,‏ فيما جزمَ به ابن مَنْده‏,‏ ورجَّحه ابن عبد البر‏,‏ وقيلَ‏:‏ كُنيته أبو عبد الرَّحمن‏,‏ ورجَّحه ابن حبَّان والمِزِّي‏.‏

فعلى هذا هو من أمثلة القِسْم الخامس السابق وكعب بن عُجْرة‏,‏ والأشعث بن قيس‏,‏ وعبد الله بن جعفر بن أبي طالب‏.‏

قال العِرَاقي‏:‏ في هذا نظر‏,‏ فإن المعروف أن كُنيته أبو جعفر‏,‏ وبذلك كنَّاهُ البُخَاري في «التاريخ»، وحكاهُ عن ابن الزُّبَير وابن إسْحَاق‏,‏ وتبعهُ ابن أبي حاتم‏,‏ والنَّسائي‏,‏ وابن حبَّان‏,‏ والطَّبراني‏,‏ وابن مَنْده‏,‏ وابن عبد البر‏.‏

قال‏:‏ وكأنَّ ابن الصَّلاح اغترَّ بما وقع في «الكُنى» للنَّسائي في حرف الميم‏.‏

أبو مُحمَّد عبد الله بن جعفر ثمَّ روى بإسناده أنَّ الوليد بن عبد الملك قال لعبد الله بن جعفر‏:‏ يا أبا مُحمَّد‏,‏ مع أنَّه أعاده في حرف الجيم‏,‏ فذكره أبا جعفر‏.‏

قال‏:‏ وابن الزُّبَير أعرف بعبد الله من الوليد‏,‏ إن كان النَّسَائي أراد بالمذكور أولاد ابن أبي طالب وهو الظاهر‏,‏ وإن أراد به غيره‏,‏ فلا يخالفه‏.‏

و عبد الله بن عمرو بن العاص و عبد الله بن بُحينة وغيرهم‏.‏

وبأبي عبد الله‏:‏ الزُّبَير‏,‏ والحُسَين‏,‏ وسَلْمان‏,‏ وحُذيفة‏,‏ وعَمرو بن العَاص‏,‏ وغيرهم‏.‏

ومِمَّن يكنى بأبي عبد الله من الصَّحَابة‏:‏ الزُّبَير بن العوَّام والحسين بن علي وسلمان الفارسي وحذيفة بن اليَمَان وعَمرو بن العاص‏,‏ وغيرهم‏.‏

وعدَّ منهم ابن الصَّلاح‏:‏ عمارة بن حزم‏.‏ قال العِرَاقي‏:‏ وفيه نظر‏,‏ فلم أر أحدًا ذكر له كنيته‏.‏

وعُثمان بن حنيف‏,‏ قال‏:‏ وتبع في ذلك ابن حبَّان‏,‏ والمشهور أنَّ كنيته أبو عَمرو‏,‏ ولم يذكر المِزِّي غيرها‏.‏

والمُغيرة بن شُعْبة‏,‏ قال‏:‏ وتبع في ذلك البُخَاري وابن حبَّان وابن أبي حاتم‏,‏ والمشهور أنَّ كُنيته أبو عيسى‏,‏ كذا جزمَ به النَّسَائي وأبو أحمد الحاكم‏.‏

ومَعْقل بن يَسَار‏,‏ وعَمرو بن عامر‏,‏ المُزَنيين‏,‏ قال‏:‏ وفيهما نظر‏,‏ فالمَشْهُور أنَّ كُنْية معقل‏:‏ أبو علي‏,‏ وبه قال الجمهور‏,‏ علي بن المَدِيني‏,‏ وخليفة‏,‏ والعجلي‏,‏ وابن منده‏,‏ والبُخَاري‏,‏ وابن أبي حاتم‏,‏ وابن حبَّان‏,‏ والنَّسائي‏,‏ زاد العجلي‏:‏ ولا نعلم أحدًا في الصَّحَابة يُكنى أبا علي غيره‏.‏

قال العِرَاقي‏:‏ بل قيس بن عاصم‏,‏ وطَلْق بن علي‏,‏ يُكْنيان بذلك‏,‏ كما جزمَ به النَّسَائي‏.‏

قال‏:‏ وأمَّا عَمرو بن عامر‏,‏ ففي الصَّحَابة اثنان فقط‏.‏

أحدهما‏:‏ ابن ربيعة بن هَوْذة‏,‏ أحد بني عامر بن صعصعة‏,‏ ليس مزنيًا‏,‏ ولا يكنى أبا عبد الله‏.‏

والثَّاني‏:‏ ابن مالك بن خنساء المازني‏,‏ أحد بني مازن بن النجَّار‏,‏ يُكنى أبا داود‏,‏ ذكره ابن منده وسمَّاه ابن إسْحَاق عُميرًا‏,‏ وهو الصَّواب‏,‏ فليس بعمرو‏,‏ ولا مُزني‏,‏ بل مازني‏,‏ ولا يُكنى أبا عبد الله‏.‏

قال‏:‏ والظَّاهر‏:‏ أنَّ ما ذكرهُ ابن الصَّلاح سبق قلم‏,‏ وإنَّما هو عَمرو بن عوف المُزَني‏,‏ فإنَّه يُكنى بذلك‏.‏

وبأبي عبد الرَّحمن‏:‏ ابن مَسْعُود‏,‏ ومُعَاذ بن جبل‏,‏ وزَيْد بن الخَطَّاب‏,‏ وابن عُمر‏,‏ ومُعَاوية بن أبي سُفْيان‏,‏ وغَيْرهُم‏,‏ وفي بعضهم خِلافٌ‏.‏

و مِمَّن يكنى بأبي عبد الرَّحمن من الصَّحَابة‏:‏ عبد الله ابن مسعود‏,‏ ومُعاذ بن جبل‏,‏ وزيد بن الخَطَّاب أخو عُمر‏,‏ وقِيلَ‏:‏ كُنيته أبو عبد الله و عبد الله ابن عُمر‏,‏ ومُعاوية بن أبي سُفْيان وغيرهم‏.‏

وفي بعضهم أي‏:‏ المَذْكورين في هذا النَّوع خلاف كما تقدَّم في ثابت بن قيس‏,‏ وعَمرو بن العاص‏,‏ وزيد بن الخَطَّاب‏.‏

قال العِرَاقي‏:‏ واللائق بهؤلاء أن يُذكرُوا في القِسْم الخامس‏.‏

النَّوع الثَّاني والخَمْسُون‏:‏ الألْقَاب

وهِيَ كثيرةٌ‏,‏ ومَنْ لا يعرفُهَا قَدْ يَظُنُّها أسَامِيَ‏,‏ فيَجْعل مَنْ ذُكِرَ باسْمهِ في مَوْضع‏,‏ وبِلَقَبه في آخَرَ شَخْصين‏,‏ وألَّف فيه جَمِاعةٌ‏.‏

النَّوع الثَّاني والخَمْسُون‏:‏ الألقاب‏.‏

أي‏:‏ معرفة ألقاب المُحدِّثين‏,‏ ومن يُذكر معهم‏,‏ كما ذكره ابن الصَّلاح وهي كثيرة‏,‏ ومن لا يعرفها قد يظُنها أسامي‏,‏ فيجعل من ذُكر باسمه في موضع‏,‏ وبلقبه في آخر شَخْصين كما وقعَ ذلك لجماعة من أكابر الحُفَّاظ‏,‏ منهم ابن المَدِيني‏,‏ فرَّقُوا بين عبد الله بن أبي صالح‏,‏ أخي سُهيل‏,‏ وبين عباد بن أبي صالح‏,‏ فجعلوهما اثنين‏,‏ وإنَّما عباد‏,‏ لقب لعبد الله‏,‏ لا أخ له‏,‏ باتِّفاق الأئمة‏.‏

وألَّف فيه جَمَاعة من الحُفَّاظ‏,‏ منهم أبو بكر الشِّيرازي‏,‏ وأبو الفضل الفلكي‏,‏ وأبو الوليد الدبَّاغ‏,‏ وأبو الفرج بن الجَوْزي‏,‏ وآخرهم شيخ الإسلام أبو الفضل بن حَجَر‏,‏ وتأليفه أحسنها وأخصرها وأجمعها‏.‏

ومَا كَرِههُ المُلَقَّب لا يَجُوز‏,‏ ومَا لا فيَجُوز‏,‏ وهذه نُبذٌ منهُ‏:‏ مُعَاويةٌ الضَّال‏,‏ ضَلَّ في طريق مَكَّة‏,‏ عبد الله بن مُحمَّد الضَّعيف‏,‏ كانَ ضَعيفًا في جِسْمهِ‏.‏

وما كرههُ المُلقَّب به من الألقاب لا يَجُوز التَّعْريف به وما لا يَكْرهُ فيَجُوز التَّعريف به‏.‏

كذا جزمَ به المُصنِّف هنا تبعًا لابن الصَّلاح‏,‏ وتبعهما العِرَاقي‏,‏ وليس كذلك‏,‏ فقد جزم المُصنِّف في سائر كتبه كالرَّوضة و«شرح مسلم» و«الأذكار» بجوازه للضَّرورة‏,‏ غير قاصد غيبة‏,‏ وقد سبق على الصَّواب في آداب المُحدِّث‏,‏ ثمَّ ظهرَ لي حمل ما هنا على أصل التلقيب‏,‏ فيَجُوز بما لا يكره دون ما يكره‏.‏

قال الحاكم‏:‏ وأوَّل لقب في الإسلام لُقِّب أبي بكر الصِّديق‏,‏ وهو‏:‏ عَتِيق‏,‏ لُقِّب به لعتاقة وجهه‏,‏ أي‏:‏ حُسْنه‏.‏ وقِيلَ‏:‏ لأنَّه عَتيق الله من النَّار‏.‏

ثمَّ الألقاب‏,‏ منها ما لا يعرف سبب التلقيب به‏,‏ وهو كثير‏,‏ ومنها ما يعرف‏,‏ ولعبد الغني بن سعيد فيه تأليف مُفيد‏,‏ وهذه نُبذ منه أي‏:‏ نوع الألقاب على غير ترتيب‏.‏

مُعاوية بن عبد الكريم الضَّال‏,‏ ضلَّ في طريق مَكَّة فلُقِّب به‏,‏ وكان رَجُلا عظيمًا‏.‏

عبد الله بن مُحمَّد الضَّعيف‏,‏ كان ضعيفًا في جِسْمه لا في حديثه‏.‏

وقِيلَ‏:‏ لُقِّب به من باب الأضْدَاد‏,‏ لشدَّة إتْقَانه وضَبْطه‏,‏ قالهُ ابن حبَّان‏.‏

وعلى الأوَّل قال عبد الغني بن سعيد‏:‏ رَجُلان جَليلان‏,‏ لزمهما لقَبَان قَبِيحان‏:‏ الضَّال والضَّعيف‏.‏

مُحمَّد بن الفَضْل أبو النُّعْمان عَارمٌ‏,‏ كانَ بَعيدًا من العَرَامة‏,‏ وهي الفَسَاد‏,‏ غُنْدر‏,‏ لُقِّبَ جَمَاعة كُل منهم مُحمَّد بن جَعْفر‏,‏ أوَّلهم صَاحبُ شُعْبة‏,‏ والثَّاني يَرْوي عَنْ أبي حاتم‏,‏ والثَّالث عنهُ أبو نُعَيم‏,‏ والرَّابع عن أبي خَليفةَ الجُمَحي وغَيْره‏,‏ وآخَرُون لُقِّبوا بِهِ‏.‏

قال ابن الصَّلاح‏:‏ وثالث وهو مُحمَّد بن الفضل أبو النُّعمان السَّدوسي عَارم‏,‏ كان عبدًا صالحا بعيدًا من العَرَامة‏,‏ وهي الفساد‏.‏

ونظير ذلك أبو يونس الحسن بن يزيد القوي‏,‏ يروى عن التَّابعين‏,‏ وهو ضعيف‏,‏ وقِيلَ‏:‏ له القوي لعبادته‏.‏

ويُونس بن مُحمَّد الصَّدوق‏,‏ من صِغَار الأتْبَاع‏,‏ كذَّاب‏.‏

ويُونس الكَذُوب في عصر أحمد بن حنبل ثقة‏,‏ وقِيلَ‏:‏ له الكَذُوب‏,‏ لحفظه وإتقانه‏.‏

غُندر لُقِّب جماعة‏,‏ كل منهم مُحمَّد بن جعفر أوَّلهم مُحمَّد بن جعفر البَصْري أبو بكر صاحب شُعْبة قدم ابن جُرَيج البَصْرة‏,‏ فحدَّث بحديث عن الحسن البَصْري‏,‏ فأنكروه عليه‏,‏ وأكثر مُحمَّد بن جعفر من الشَّغب عليه‏,‏ فقال له‏:‏ اسْكُت يا غُنْدر‏.‏

قال ابن الصَّلاح‏:‏ وأهل الحجاز يُسمُّون المُشغب‏:‏ غُندر‏.‏

والثَّاني أبو الحُسين الرَّازي نَزْيل طَبرستان روى عن أبي حاتم الرَّازي‏.‏

والثَّالث أبو بكر البَغْدادي الحافظ الجَوَّال الورَّاق‏,‏ جده الحسين‏,‏ سمع الحسن بن علي المَعْمري‏,‏ وأبا جعفر الطَّحاوي‏,‏ وأبا عَرُوبة الحرَّاني‏,‏ حدَّث عنهُ أبو نُعيم الأصْبَهاني‏,‏ والحاكم‏,‏ وابن جُميع‏,‏ وأبو عبد الرَّحمن السُّلمي‏,‏ مات سَنَة سبعين وثلاث مئة‏.‏

والرَّابع أبو الطَّيب البَغْدادي‏,‏ جده دران‏,‏ صوفي مُحدِّث جَوَّال‏,‏ روى عن أبي خليفة الجُمَحي وغيره وأبي يَعْلى المَوْصلي‏,‏ وعنه الدَّارقُطْني‏,‏ توفَّى سَنَة تسع وخمسين وثلاث مئة‏.‏

وآخرون لُقِّبوا به مِمَّن ليس بمحمد بن جعفر‏.‏

قلت‏:‏ بقي مِمَّن لُقِّب به واسمه مُحمَّد بن جعفر اثنان‏:‏ أبو بكر القاضي البَغْدادي‏,‏ يروي عن أبي شاكر مسرة بن عبد الله‏,‏ وأبو بكر مُحمَّد بن جعفر بن العبَّاس النجَّار‏,‏ سمع ابن صاعد وعنه الحسن بن مُحمَّد الخلال‏,‏ مات في المُحرم سَنَة تسع وسبعين وثلاث مئة‏,‏ ذكرهما الخَطِيب‏.‏

ومِمَّن لُقِّب به وليس اسمه ذلك‏:‏ أحمد بن آدم الجُرْجَاني الخلنجي‏,‏ يروي عن ابن المَدِيني وغيره‏.‏

ومحمد بن المُهلَّب الحراني أبو الحسين‏,‏ ذكره الشِّيرازي‏,‏ قال ابن عَدي‏:‏ كانَ يَكْذب‏.‏

ومُحمَّد بن يوسف بن بشر بن النَّضْر بن مِرْداس الهَرَوي‏,‏ حافظٌ فقيه شَافعي‏,‏ سمعَ الرَّبيع المُرَادي‏,‏ روى عنهُ الطَّبراني‏,‏ ووثَّقه الخَطِيب‏,‏ ومات في رمضان سَنَة ثلاث وثلاث مئة‏,‏ عن مئة سَنَة‏.‏

غُنْجَارٌ‏:‏ اثْنَانِ بُخَاريَان‏:‏ عيسَى بن مُوسَى عن مَالك والثَّوري‏,‏ والثَّاني صَاحبُ تَاريخهَا‏.‏

غُنْجار‏:‏ اثْنَان بُخَاريان‏:‏ عيسى بن مُوسى التَّيْمي أبو أحمد روى عن مالك والثَّوري قال ابن الصَّلاح‏:‏ لُقِّب به لِحُمرة وَجْنتيه‏.‏

والثَّاني أبو عبد الله مُحمَّد بن أحمد الحافظ صاحب تاريخها أي بُخَارى مات سَنَة ثنتي عشرة وأربع مئة‏.‏

صَاعِقةُ مُحمَّد بن عبد الرَّحيم لِشدَّة حِفْظهِ‏,‏ عنهُ البُخَاري‏,‏ شَبَابٌ لقبُ خَليفَةَ صَاحب «التاريخ»، زُنَيج بالزَّاي والجيم‏,‏ أبو غَسَّان مُحمَّد بن عَمْرو شَيْخُ مُسْلم‏,‏ رُسْته عبد الرَّحمن الأصْبَهاني‏,‏ سُنَيد الحُسَين بن دَاود‏,‏ بُنْدَار مُحمَّد بن بَشَّار‏,‏ قَيْصَر أبو النَّضر هاشمُ بن القَاسم‏.‏

صاعقة مُحمَّد بن عبد الرَّحيم الحافظ أبو يحي‏,‏ لُقِّب به لشدَّة حفظه ومُذاكراته‏,‏ روى عنه البُخَاري‏.‏

شباب بلفظ ضد الشيخوخة‏,‏ ابن خياط لقب خليفة العصفري صاحب التاريخ‏.‏

زُنيج بالزَّاي والجيم والنُّون مُصغَّرًا أبو غَسَّان مُحمَّد بن عَمرو الرَّازي شيخ مسلم‏.‏

رُسْته بالضمِّ وسُكون المُهْملة وفتح الفَوْقية عبد الرَّحمن بن عُمر الأصْبَهاني‏.‏

سُنيد مُصغَّر لقب‏,‏ وله تفسير مسند‏,‏ هو الحسين بن داود المِصيصي‏.‏

بُنْدار مُحمَّد بن بَشَّار البَصْري شيخ الشَّيخين والنَّاس‏.‏

قال ابن الصَّلاح‏:‏ قال ابن الفَلَكي‏:‏ لُقِّب بهذا لأنَّه كان بُنْدار الحديث‏,‏ أي‏:‏ حافظه‏.‏

وذكر الحافظ ابن حَجَر أنَّه لُقِّب به أيضًا جماعة منهم‏:‏ أبو بكر مُحمَّد بن إسماعيل البَصْلاني شيخ أبي بكر الآجري‏.‏

وأبو الحُسين حامد بن حمَّاد‏,‏ روى عن إسْحَاق بن سيَّار وغيره‏.‏

والحسين بن يوسف بُنْدار‏,‏ روى عن أبي عيسى التِّرمذي‏,‏ وعنه ابن عَدي في «الكامل»‏.‏

قَيْصر أبو النَّضر هاشم بن القاسم المعروف شيخ أحمد بن حنبل وغيره‏.‏

الأخْفَشُ نَحْويُّون‏:‏ أحمدُ بن عِمْران مُتقدِّم‏,‏ وأبو الخَطَّاب المَذْكُور في سِيبَوَيه‏,‏ وسَعِيد بن مَسْعَدة الَّذي يُروى عنهُ كِتَابُ سِيبَوَيه‏,‏ وعَليِّ بن سُلَيمان صاحبُ ثَعْلَب والمُبَرِّد‏.‏

الأخفش لُقِّب به جماعة نحويُّون ولهم رِوَاية أيضًا‏,‏ كما خرجتُ ذلك في «طبقات النُّحاة»‏.‏

أوَّلهم‏:‏ أحمد بن عِمْران البَصْري النَّحوي مُتقدم روى عن زيد بن الحُبَاب وغيره‏,‏ وله «غريب الموطأ»‏,‏ وذكره ابن حبَّان في «الثقات» ومات قبل الخمسين ومئتين‏.‏

و الثَّاني‏:‏ الأكبر أبو الخَطَّاب المذكور في كتاب سيبويه وهو شيخه‏,‏ عبد الحميد بن عبد المجيد‏,‏ أخذ عن أبي عَمرو بن العلاء‏,‏ وهو أوَّل من فسَّر الشِّعر تحت كل بيت‏,‏ ورعٌ ثقة‏.‏

و الثَّالث‏:‏ الأوسط سعيد بن مسعدة أبو الحسن البلخي‏,‏ ثمَّ البصري الَّذي يُروى بالضم عنه كتاب سيبويه وهو صاحبه‏,‏ روى عن هِشَام بن عروة والنَّخعي والكلبي‏,‏ وعنه أبو حاتم السجستاني‏,‏ وله «معاني القرآن» وغيره‏,‏ مات سَنَة عشر‏,‏ وقِيلَ‏:‏ خمس عشرة‏,‏ وقِيلَ‏:‏ إحدى وعشرين ومئتين‏,‏ وهو المراد حيث أُطلق في كتاب النحو‏.‏

و الرَّابع‏:‏ الأصغر علي بن سُليمان بن الفضل أبو الحسن صاحب ثعلب والمُبرِّد مات في شعبان سَنَة خمس عشرة وثلاث مئة‏.‏

وفي النُّحاة أخفش خامس‏:‏ وهو أحمد بن مُحمَّد الموصلي‏,‏ شافعي‏,‏ في أيام أبي حامد الإسفرايني‏,‏ قرأ عليه ابن جني‏.‏

وسادسٌ‏:‏ وهو خلف بن عُمر البَلَنسي أبو القاسم‏,‏ مات بعد السِّتين وأربع مئة‏.‏

وسابعٌ‏:‏ وهو عبد الله بن مُحمَّد البغدادي أبو مُحمَّد‏,‏ روى عن الأصمعي‏.‏

وثامنٌ‏:‏ وهو عبد العزيز بن أحمد الأندلسي أبو الأصبغ‏,‏ روى عنه ابن عبد البر‏.‏

وتاسعٌ‏:‏ وهو علي بن مُحمَّد المغربي الشَّاعر‏,‏ أبو الحسن الشريف الإدريسي‏,‏ كان حيًّا سَنَة ثنتين وخمسين وأربع مئة‏.‏

وعاشرٌ‏:‏ وهو علي بن إسماعيل بن رجَاء الفَاطمي أبو الحسن‏.‏

وحادي عشر‏:‏ وهو هارون بن مُوسى بن شَريك القَارئ‏,‏ قرأ علي ابن ذكوان‏,‏ وحدَّث عن أبي مسهر الغَسَّاني‏,‏ ومات سَنَة إحدى‏,‏ وقِيلَ‏:‏ اثنتين وتسعين ومئتين‏.‏

وقد بسطت تراجم هؤلاء في «طبقات النُّحاة»‏.‏

مُرَبَّع‏,‏ مُحمَّد بن إبْرَاهيم‏,‏ جَزَرة‏,‏ صَالح بن مُحمَّد‏,‏ عُبَيدٌ العِجْلُ‏,‏ بالتَّنْوين‏,‏ الحُسين بن مُحمَّد‏,‏ كَيْلجة‏,‏ مُحمَّد بن صَالح‏,‏ مَا غَمَّهُ‏,‏ هو علاَّن‏,‏ وهو علي بن الحَسَن بن عبد الصَّمد‏,‏ ويُجْمع بَيْنهُمَا‏,‏ فيُقَال‏:‏ علاَّن ما غَمَّه‏,‏ سَجَّادة المشهُور‏,‏ الحَسَن بن حَمَّاد‏,‏ وسَجَّادة‏,‏ الحُسَين بن أحمد‏.‏

مُربَّع بفتح الباء المشدودة مُحمَّد بن إبْرَاهيم الحافظ البغدادي‏.‏

جَزَرة بفتح الجيم والزاي والرَّاء صالح بن مُحمَّد البغدادي الحافظ لُقِّب بها لأنَّه لمَّا قدم عَمرو بن زراة بغداد سمع عليه في جُملة الخلق‏,‏ فقيل له‏:‏ من أين سمعت‏؟‏ فقال‏:‏ من حديث الجزرة‏,‏ يعني حديث‏:‏ عبد الله بن بُسْر‏,‏ لأنَّه كان يرقى بخرزة‏,‏ فصحَّفها‏.‏

عُبيدٌ العجل‏,‏ بالتنوين ورفع العجل لا بالإضافة الحُسين بن مُحمَّد بن حاتم البغدادي الحافظ‏.‏

كَيْلجة‏,‏ مُحمَّد بن صالح البَغْدادي الحافظ‏,‏ ويُقال اسمه أحمد‏.‏

ويُلقَّب كَيْلجة أيضًا‏:‏ أبو طالب أحمد بن نصر البَغْدادي‏,‏ شيخ الدَّارقُطْني‏,‏ ذكره الحافظ ابن حجر في ألقابه‏.‏

ما غَمَّه بلفظ النَّفي لفعل الغم هو علاَّن‏,‏ وهو علي بن الحسن بن عبد الصَّمد الحافظ البغدادي ويجمع فيه بينهما أي‏:‏ اللَّقبين فيُقال‏:‏ علاَّن ما غمَّه‏.‏

سَجَّادة بالفتح المشهور بهذا اللَّقب الحُسين بن حمَّاد من أصحاب وكيع و يُلقَّب سَجَّادة أيضًا الحُسين بن أحمد شيخ ابن عَدي‏.‏

عَبْدان‏,‏ عبد الله بن عُثْمان وغيره‏,‏ مُشْكدانه ومُطَيَّن‏.‏

عبدان‏,‏ عبد الله بن عُثْمان المروزي‏,‏ صاحب ابن المُبَارك‏,‏ لُقِّب به فيما نقله ابن الصَّلاح عن أبي طاهر‏,‏ لأنَّ اسمه عبد الله‏,‏ وكنيته أبو عبد الرَّحمن‏,‏ فاجتمع فيهما العبدان‏.‏

قال ابن الصَّلاح‏:‏ وهذا لا يصح‏,‏ بل ذلك من تغيير العامة للأسماء‏,‏ كما قالوا في علي‏:‏ علاَّن‏,‏ وفي أحمد بن يُوسف السلمي‏:‏ حمدان‏,‏ وفي وهب بن بَقِية الواسطي‏:‏ وهبان‏.‏

وغيره أيضًا لُقِّب عبدان منهم‏:‏ عبد الله بن أحمد بن مُوسَى العسكري الأهوازي‏,‏ وعبد الله بن مُحمَّد بن يزيد العسكري‏,‏ وعبد الله بن يوسف بن خالد السلمي‏,‏ وعبد الله بن خالد القرقساني أبو عُثْمان البجلي‏,‏ وعبد الله بن عبدان بن مُحمَّد بن عبدان‏,‏ أبو الفضل الهمداني‏,‏ وعبد الله بن مُحمَّد بن عيسى المروزي‏,‏ وعبد الله بن يزيد بن يعقوب الدَّقيقي‏.‏

مُشْكَدانه بضم الميم وسُكون المعجمة وفتح الكاف‏,‏ قال ابن الصَّلاح‏:‏ ومعناهُ بالفارسية حبة المسك‏,‏ أو وعاؤه‏,‏ لقب عبد الله بن عمر بن مُحمَّد بن أبَان القُرشي الأموي أبي عبد الرَّحمن‏.‏

ومُطيَّن بفتح الياء‏,‏ لقب أبي جعفر الحضرمي‏.‏

قال ابن الصَّلاح‏:‏ خاطبهما بذلك الفضل بن دكين‏,‏ فلقِّبَا به‏.‏

زاد غيره في الأوَّل‏:‏ لأنَّه كان إذا جاءه يلبس ويتطيَّب‏,‏ وفي الثَّاني‏:‏ لأنَّه كان وهو صغير يلعب مع الصِّبيان في المَاء فيُطينُون ظهره‏,‏ فقال له أبو نُعيم‏:‏ يا مُطيَّن لمَ لا تحضر مجلس العلم‏.‏